منتدى الشعلة الحمراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهيد القائد سعداوي

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

الشهيد القائد سعداوي Empty الشهيد القائد سعداوي

مُساهمة من طرف ابو نجيب الأحد نوفمبر 25, 2007 2:46 pm

الشهيد البطل الرفيق يوسف عبد الحميد أبو غبن



الشهيد البطل الرفيق يوسف عبد الحميد أبو غبن
القرية:
لا زالت قرية هربيا شاخصة أمام أعين أبنائها ولا زالت عيون اللاجئين تراقب موعد العودة القادم بالرغم من الهدم الذي تعرضت له القرية عام 1948، والمذابح التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية المسلحة ما اضطر أهلها لتركها بتاريخ 4/11/1948، هذه القرية هي مسقط رأس أل الشهيد يوسف عبد الحميد أبو غبن، حيث ولد لأبوين فلسطينيين من قرية هربيا في الخامس من تموز عام 1946.
حدثت النكبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين عام 1948 وكانت آنذاك أم يوسف وزوجها من الناجين من المذابح والمجازر الصهيونية، فارتحلت العائلة من هربيا نحو الجنوب حيث قطاع غزة، وأقامت في خيمة بالقرب من مدرسة فلسطين الثانوية في حي اليرموك في أرض "حرز"، وفي مطلع الخمسينات استقرت في مخيم الشاطئ للاجئين بعد أن فُقد والد الشهيد بالقرب من حدود القرية وحتى الآن مازال عبد الحميد أبو غبن في عداد المفقودين.
نشأ الشهيد يتيم الأب منذ الصغر بالإضافة إلى اخوته الصغار ما يعني أن أعباء الأسرة تكفلت بها والدته، تعلم يوسف في مدارس وكالة الغوث وأنهى دراسته الابتدائية في مدرسة ذكور الشاطئ الابتدائية للاجئين وأنهى دراسته الاعدادية في مدرسة ذكور الرمال الاعدادية للاجئين، ومن ثم انتقل لاتمام دراسته الثانوية عام 1968 في كلية غزة.

صيد العصافير:
الشهيد الرفيق يوسف .. الملقب "سعداوي" صيد العصافير كان هوايته التي مارسها منذ الصغر في مخيم الشاطئ، كان شاطئ البحر محطة التنقل من بيت لاهيا شمالاً حتى رفح جنوباً، وكانت شباكه تنتقل معه وهو يحمل أقفاصه وعصافيره، صقلته هذه الهواية فتعلم كيفية التعامل بحذر مع العدو فعلمته العصافير كيف تغرد وكيف يمكن أن تضع الشباك لاصطيادها، علمته النهوض مبكراً في الصباح كي يبدأ بملاحقة أسرابها.
ذات يوم أوقفته سيارة عسكرية صهيونية وصادر جنود الاحتلال عصافيره وشباكه، فعاد إلى بيته وسمات الغضب تعتلى ملامحه، وبنظرات الحسرة والألم نظرت إليه أمه وقالت ستعود عصافيرك وشباكك غداً وسأشتري لك بدلاً منهم، فيرد شهيدنا لقد أخذوا كل عصافيري وشباكي ولكنهم لم يأخذوني، وتحول هذا الحادث إلى دخان أسود فبدأ وعيه يتفتح وبدأت نقمته على المحتلين .. وتمر الأيام وكأن الشاطء مازالت أمواجه تتحدث عن كل منطقة كانت توضع بها شباك يوسف حتى تحولت إلى خنادق تخبأ بها الأسلحة والقنابل والمسدسات والكارلوستاف.

صفات وشخصية الرفيق:
اتسم الشهيد البطل بصفات المناضل الثوري، بالقدرة على تحمل المسؤولية فكان جريئاً يهاجم أوكار العدو ويلاحق سياراته العسكرية، كان مقداماً وشجاعاً ولديه القدرة على المرونة والسرعة في آن معاً، وكثيرة هي المواقف البطولية التي تنم عن شخصية هذا القائد.
تميز بالعطاء والحب والتضحية من أجل قضيته ومن سماته الابتسام في أحلك الظروف فهو يعرف أن طريق الثورة طويل يحتاج لكل سمة ثورية فكان الاخلاص لحزبه وقضيته لها مردود على قدرة الجبهة الشعبية في شحن الشارع الفلسطيني وقيادته.
لقد ساعدت هذه الصفات على تبوؤ الشهيد مركزاً مرموقاً في قيادة العمل العسكري في قطاع غزة، منذ التحاقه بحركة القوميين العرب، وقد كان من أوائل المنخرطين في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ إعلان انطلاقتها وكان من أصلب المقاتلين وأكثرهم التزاماً إضافة إلى امتلاكه الوعي السياسي والفكري والحس الثوري.

سعداوي وحركة القوميين العرب:
فيما كان قطاع غزة لازال يخضع للحكم المصري، وفيما بدأت تنمو حركات المقاومة المسلحة الفلسطينية بعد نكبة عام 1948 برزت من بين هذه القوى حركة القوميين العرب فوجد شهيدنا فيها مكانه الطبيعي فتطوع لخدمة قضيته في عام 1965 ووفرت له الحركة فرصة التدرب على السلاح واستلهام الفكر السياسي، وما كادت غزة تصحو على هزيمة عام 1967 حتى هبت بنادق الثوار تعلو ليل الهزيمة وتقدم الرفيق الشهيد يوسف ليقدم الاسعافات الأولية للجرحى والمصابين وأخذ يجمع بعض مخلفات الجيش المصري من أسلحة وذخائر وقنابل.

المقاومة:
بدأت المقاومة في حياة الشهيد يوسف تتصاعد يوماً بعد يوم على إثر هزيمة حزيران، وبدأ الرفاق بتشكيل النواة المسلحة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
استطاع رفيقنا بفضل صفاته الثورية وحنكته مواجهة التطورات والتغييرات المفاجئة، واستطاع مع رفاقه جمع بعض الاسلحة التي خلفها الجيش المصري إثر هزيمة حزيران 1967.
بدأ الجيش الصهيوني في مهاجمة القطاع عام 1967 وتقدمت البلاغات إلى كل العاملين في حركة القوميين العرب لأخذ الحيطة والحذر فعمد الشهيد يوسف إلى تغيير اسمه إلى "يوسف الخطيب"، فأصبح يحمل اسماً ثانياً فساعده ذلك على التنقل بحرية في أرجاء الوطن وفي السفر إلى الخارج.
عمل الشهيد ضمن مجموعات حركة القوميين العرب ولاحقاً مجموعات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وواصل مع رفاقه تسديد الضربات الموجعة للاحتلال حتى بداية السبعينات وفي تلك الفترة كان يوسف مع رفاقه يشكلون مدرسة العمل العسكري والسياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة.
تركزت المقاومة على كل الأصعدة، ولكن الاهم منها كان الجانب العسكري الذي أجبر قادة العدو على الاعتراف بأن غزة يحكمها الفدائيون ليلاً، لقد تحولت غزة إلى قاعدة رئيسية للعمل العسكري والاحتلال يعد ضحاياه من القتلى والجرحى وتكاد الصحف ووسائل الاعلام لا تخلو من خبر هنا أو هناك عن عملية عسكرية أو اختطاف طائرة أو هجوم بالقنابل والرشاشات.

الشاطئ:
كانت القنبلة الصديق الوفي ليوسف، كان قد خبأها ليل أن قامت قوات الاحتلال بحملة هستيرية ضد قوات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة تركزت على مخيم الشاطئ شنت خلالها قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات فاعتقلت أكثر من 72 رفيق وأخضع المخيم إلى نظام حظر التجول.
استطاع رفيقنا الإفلات من حصار مخيم الشاطئ وتنقل ما بين مخيم جباليا والشاطئ تحميه الخنادق التي كانت أعدت مسبقاً للمقاتلين، وظلت المقاومة متصاعدة ولمع اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كمنظمة سياسية عسكرية تنمو بسرعة، وكان لرفيقنا الشهيد دوراً في إبراز الهوية السياسية والعسكرية للجبهة فاستحق التقدير والاحترام من رفاقه وجماهير شعبه.

سعداوي:
دأب أبطال المقاومة على تغيير أسمائهم وعناوينهم فكان سعداوي اللقب الذي عمل تحته الشهيد يوسف أبو غبن هذا اللقب الذي انتشر على مسامع الناس، نفذ سعداوي العديد من المهمات العسكرية وشن ورفاقه العديد من الهجمات التي جعلت ليل غزة نهاراً وتحولت بنادق الشهداء وقنابلهم قناديل تضئ طريق الحرية والاستقلال.
فتحدثت بنادق الرفاق في مخيم جباليا في نهاية عام 1969 وارتفع أزيز الرصاص المدوي هنا وهناك، في كل شارع وزقاق .. انهمر الرصاص على سيارة جيب عسكرية صهيونية .. يقتل أحد الجنود ويصاب ثلاثة آخرين باعتراف الناطق العسكري الصهيوني.
هناك عند مدخل مخيم البريج يصطاد رصاص سعداوي جندياً آخر، وبالقرب من ميناء غزة يكون الموعد لمهاجمة قوة صهيونية أخرى، عبوة ناسفة تنفجر في ميدان مخيم جباليا وأخرى في بلوك خمسة في مخيم المغازي.
أصداء القنابل تضء ليل غزة كل ليلة مجموعة من العمليات الفدائية والعدو لا يعرف من أين تأتيه الضربات، سعداوي ورفاقه يحرقون الأرض تحت أقدام الغزاة، ويواصلون مسيرة التحدي والمقاومة.

المطارد:
أصبح الرفيق يوسف مطلوباً لقوات الاحتلال، ووسائل الاعلام الصهيونية تعلن عن مكافأة مليون "ليرة" لمن يدلي بمعلومات عن يوسف، قوات الاحتلال تفتش عنه في كل مكان وتداهم العديد من البيوت وتلاحق كل من يحمل اسم يوسف غبن، فيما رفيقنا يتجول بحرية باسم "يوسف الخطيب" ويتوجه إلى أريحا ومنها إلى عمان يلتقي قيادته ويعود بنشوة الانتصار من مخيم الوحدات إلى القطاع، ليواصل بناء قواعد العمل العسكري الجبهوي.

الرابع والعشرون من نوفمبر:
ظل سعداوي مكافحاً صلباً .. متنقلاً بين أزقة المخيمات والبيارات طول فترة مطاردته مع رفاق دربه الذين سبقوه والذين لحقوا بموكبه .. كانت ليلة الرابع والعشرين من نوفمبر هي بداية الخلود للشهيد فقد حاصرت قوات الاحتلال الصهيوني مخيم الشاطئ وشنت حملة عسكرية هي الأعنف غي تلك الليلة وبينما كان رفيقنا إلى جانب الرفيق "جيفارا غزة" يتلمسون طريقهم نحو تنفيذ إحدى العمليات الفدائية فوجئا بوابل من الرصاص ينهمر عليهما، بدأ يوسف وجيفارا بإطلاق النار على الدورية التي تحاصر المكان .. عملية بطولية وملحمة تاريخية يخطها الخالدان على مدى أربع ساعات متواصلة، لا يتوقف أزيز الرصاص ولا فرقعات القنابل.
يسقط يوسف شهيداً يروي بدمائه الطاهرة أرض فلسطين، شوارع مخيم الشاطئ، ويتمكن جيفارا من الإفلات من الحصار، ويعلن راديو العدو أن معركة ضارية دارت في مخيم الشاطئ قبل أن يستشهد الرجل الثاني للجبهة الشعبية في قطاع غزة.

إعلان الإضراب والجنازة:
فور سماع نبأ استشهاد سعداوي انطلقت جماهير مدينة غزة في مظاهرات صاخبة تعبر عن رفضها للاحتلال وتأييدها للمقاومة وتعاهد الشهيد على المضي قدماً نحو الحرية والاستقلال، حيث أعلن الاضراب العام لمدة ثلاثة أيام وأغلقت المحال التجارية أبوابها وبدأت جماهير غزة تتوافد إلى مستشفى الشفاء حيث نقلت جثة الرفيق الشهيد.
زغرد الرصاص في سماء الوطن تحية للشهيد واحتشدت الجماهير الفلسطينية في أكبر جنازة شهدها القطاع في ذلك الحين، مجموعات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تتقدم الجنازة وفي مقدمتهم الرفيق جيفارا غزة، معاهدين رفيقهم على مواصلة القتال حتى الحرية والاستقلال.

هكذا ودعت جماهير غزة والرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قائداً جبهوياً سقط في ساحة القتال على أرض مخيم الجيفاريين مخيم الشاطئ، في عرس لا زال حياً في الذاكرة الفلسطينية وفي سجل الخالدين إنه عرس الشهيد القائد "سعداوي".
الشهيد القائد سعداوي 35796829
ابو نجيب
ابو نجيب
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 342
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 27/09/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الشهيد القائد سعداوي Empty رد: الشهيد القائد سعداوي

مُساهمة من طرف وديع الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 8:28 am

ستبقى ذكراك خالدة فى قلوبنا يارفيقنا سعداوى رحمة اللة عليك


مشكور رفيقى ابونجيب على قصتك الرائعة التى تؤلمنا الا انها تسعدنا ان نقدم شهداء للوطن





تقبل مرورى

وديع
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 270
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 16/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الشهيد القائد سعداوي Empty رد: الشهيد القائد سعداوي

مُساهمة من طرف محمدغالب نسر الكتائب الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 9:51 am

مشكور رفيقى ابونجيب على قصتك الرائعة التى تؤلمنا الا انها تسعدنا ان نقدم شهداء للوطن





تقبل مرورى


تحياتى الك
محمدغالب نسر الكتائب
محمدغالب نسر الكتائب
عضو مميز
عضو مميز

عدد الرسائل : 430
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 12/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى